| روايه (( انت لي )) ..اكثثر من رووعه | |
|
+3نوره أسيرة الشوق وردة الإرجوان 7 مشترك |
كاتب الموضوع | رسالة |
---|
وردة الإرجوان
عدد الرسائل : 1024 الموقع : في قلب من يحبني .. تاريخ التسجيل : 19/02/2008
| موضوع: روايه (( انت لي )) ..اكثثر من رووعه الخميس مايو 08, 2008 7:21 pm | |
| هلا صبااايااا هذا الرواايه عندي كتااب حبيت انقلهاا لكمـ لانهههاااا مررره حلوووه
انت لي
الحلقه الاولى
*********
توفي عمي و زوجته في حادث مؤسف قبل شهرين ، و تركا طفلتهما ا
لوحيدة ( رغد ) و التي تقترب من الثالثة من عمرها ...
لتعيش يتيمة مدى الحياة .
في البداية ، بقيت الصغيرة في بيت خالتها لترعاها ، و لكن ، و نظرا لظروف خالتها العائلية
، اتفق الجميع على أن يضمها والدي إلينا و يتولى رعايتها
من الآن فصاعدا .
أنا و أخوتي لا نزال صغارا ، و لأنني أكبرهم سنا فقد تحولت فجأة إلى
( رجل راشد و مسؤول ) بعد حضور رغد إلى بيتنا .
كنا ننتظر عودة أبي بالصغيرة ، (سامر) و ( دانة ) كانا في قمة السعادة لأن عضو جديد
سينضم إليهما و يشاركهما اللعب !
أما والدتي فكانت متوترة و قلقة
أنا لم يعن لي الأمر الكثير
أو هكذا كنت أظن !
وصل أبي أخيرا ..
قبل أن يدخل الغرفة حيث كنا نجلس وصلنا صوت صراخ رغد !
سامر و دانة قفزا فرحا و ذهبا نحو الباب راكضين
" بابا بابا ... أخيرا ! "
قالت دانه و هي تقفز نحو أبي ، و الذي كان يحمل رغد على ذراعه و يحاول تهدئتها لكن
رغد عندما رأتنا ازدادت صرخاتها و دوت المنزل بصوتها الحاد !
تنهدت و قلت في نفسي :
" أوه ! ها قد بدأنا ! "
أخذت أمي الصغيرة و جعلت تداعبها و تقدم إليها الحلوى علها تسكت !
في الواقع ، لقد قضينا وقتا عصيبا و مزعجا مع هذه الصغيرة ذلك اليوم .
" أين ستنام الطفلة ؟ "
سأل والدي والدتي مساء ذلك اليوم .
" مع سامر و دانه في غرفتهما ! "
دانه قفزت فرحا لهذا الأمر ، ألا أن أبي قال :
" لا يمكن يا أم وليد ! دعينا نبقيها معنا بضع ليال إلى أن تعتاد أجواء المنزل، أخشى أن
تستيقظ ليلا و تفزع و نحن بعيدان عنها ! "
و يبدو أن أمي استساغت الفكرة ، فقالت :
" معك حق ، إذن دعنا ننقل السرير إلى غرفتنا "
ثم التفتت إلي :
" وليد ،انقل سرير رغد إلى غرفتنا "
اعترض والدي :
" سأنقله أنا ، إنه ثقيل ! "
قالت أمي :
" لكن وليد رجل قوي ! إنه من وضعه في غرفة الصغيرين على أية حال ! "
(( رجل قوي )) هو وصف يعجبني كثيرا !
أمي أصبحت تعتبرني رجلا و أنا في الحادية عشرة من عمري ! هذا رائع !
قمت بكل زهو و ذهبت إلى غرفة شقيقي و نقلت السرير الصغير إلى غرفة والدي .
عندما عدت إلى حيث كان البقية يجلسون ، وجدت الصغيرة نائمة بسلام !
لابد أنها تعبت كثيرا بعد ساعات الصراخ و البكاء التي عاشتها هذا اليوم !
أنا أيضا أحسست بالتعب، و لذلك أويت إلى فراشي باكرا .
نهضت في ساعة مبكرة من اليوم التالي على صوت صراخ اخترق جدران الغرفة من حدته ! إنها رغد المزعجة
خرجت من غرفتي متذمرا ، و ذهبت إلى المطبخ المنبعثة منه صرخات ابنة عمي هذه
" أمي ! أسكتي هذه المخلوقة فأنا أريد أنا أنام ! "
تأوهت أمي و قالت بضيق :
" أو تظنني لا أحاول ذلك ! إنها فتاة صعبة جدا ! لم تدعنا ننام غير ساعتين أو ثلاث والدك ذهب للعمل دون نوم ! "
كانت رغد تصرخ و تصرخ بلا توقف .
حاولت أن أداعبها قليلا و أسألها :
" ماذا تريدين يا صغيرتي ؟ "
لم تجب !
حاولت أن أحملها و أهزها ... فهاجمتني بأظافرها الحادة !
و أخيرا أحضرت إليها بعض ألعاب دانه فرمتني بها !
إنها طفلة مشاكسة ، هل ستظل في بيتنا دائما ؟؟؟ ليتهم يعيدوها من حيث جاءت !
في وقت لاحق ، كان والداي يتناقشان بشأنها .
" إن استمرت بهذه الحال يا أبا وليد فسوف تمرض ! ماذا يمكنني أن أفعل من أجلها ؟ "
" صبرا يا أم وليد ، حتى تألف العيش بيننا "
قاطعتهما قائلا :
" و لماذا لا تعيدها إلى خالتها لترعاها ؟ ربما هي تفضل ذلك ! "
أزعجت جملتي هذه والدي فقال :
" كلا يا وليد ، إنها ابنة أخي و أنا المسؤول عن رعايتها من الآن فصاعدا . مسألة وقت و تعتاد على بيتنا "
و يبدو أن هذا الوقت لن ينتهي ... مرت عدة أيام و الصغيرة على هذه الحال ، و إن تحسنت بعض الشيء و صارت تلعب مع
دانه و سامر بمرح نوعا ما
كانت أمي غاية في الصبر معها ، كنت أراقبها و هي تعتني بها ، تطعمها ، تنظفها ، تلبسها
ملابسها ، تسرح شعرها الخفيف الناعم !
مع الأيام ، تقبلت الصغيرة عائلتها الجديدة ،
و لم تعد تستيقظ بصراخ و كان على وليد
(الرجل القوي ) أن ينقل سرير هذه المخلوقة إلى غرفة الطفلين !
بعد أنا نامت بهدوء ، حملتها أمي إلى سريرها في موضعه الجديد . كان أخواي قد خلدا للنوم
منذ ساعة أو يزيد .
أودعت الطفلة سريرها بهدوء .
تركت والدتي الباب مفتوحا حتى يصلها صوت رغد فيما لو نهضت و بدأت بالصراخ
قلت :
" لا داعي يا أمي ! فصوت هذه المخلوقة يخترق الجدران ! أبقه مغلقا ! "
ابتسمت والدتي براحة ، و قبلتني و قالت :
" هيا إلى فراشك يا وليد البطل ! تصبح على خير "
كم أحب سماع المدح الجميل من أمي !
إنني أصبحت بطلا في نظرها ! هذا شيء رائع ... رائع جدا !
و نمت بسرعة قرير العين مرتاح البال .
الشيء الذي أنهضني و أقض مضجعي كان صوتا تعودت سماعه مؤخرا إنه بكاء رغد !
حاولت تجاهله لكن دون جدوى !
يا لهذه الـ رغد ... ! متى تسكتيها يا أمي !
طال الأمر ، لم أعد أحتمل ، خرجت من غرفتي غاضبا و في نيتي أن أتذمر بشدة لدى
والدتي ، ألا أنني لاحظت أن الصوت منبعث من غرفة شقيقي ّ
نعم ، فأنا البارحة نقلت سريرها إلى هناك !
ذهبت إلى غرفة شقيقي ّ ، و كان الباب شبه مغلق ، فوجدت الطفلة في سريرها تبكي دون أن
ينتبه لها أحد منهما !
لم تكن والدتي موجودة معها .
اقتربت منها و أخذتها من فوق السرير ، و حملتها على كتفي و بدأت أطبطب عليها و أحاول تهدئتها .
و لأنها استمرت في البكاء ، خرجت بها من الغرفة و تجولت بها قليلا في المنزل
لم يبد ُ أنها عازمة على السكوت !
يجب أن أوقظ أمي حتى تتصرف ...
كنت في طريقي إلى غرفة أمي لإيقاظها ، و لكن ...
توقفت في منتصف الطريق ، و عدت أدراجي ... و دخلت غرفتي و أغلقت الباب .
والدتي لم تذق للراحة طعما منذ أتت هذه الصغيرة إلينا .
و والدي لا ينام كفايته بسببها .
لن أفسد عليهما النوم هذه المرة !
جلست على سريري و أخذت أداعب الصغيرة المزعجة و ألهيها بطريقة أو بأخرى حتى
تعبت ، و نامت ، بعد جهد طويل !
أدركت أنها ستنهض فيما لو حاولت تحريكها ، لذا تركتها نائمة ببساطة على سريري و لا
أدري ، كيف نمت بعدها !
هذه المرة استيقظت على صوت أمي !
" وليد ! ما الذي حدث ؟ "
" آه أمي ! "
ألقيت نظرة من حولي فوجدتني أنام إلى جانب الصغيرة رغد ، و التي تغط في نوم عميق و
هادى !
" لقد نهضت ليلا و كانت تبكي .. لم أشأ إزعاجك لذا أحضرتها إلى هنا ! "
ابتسمت والدتي ، إذن فهي راضية عن تصرفي ، و مدت يدها لتحمل رغد فاعترضت :
" أرجوك لا ! أخشى أن تنهض ، نامت بصعوبة ! "
و نهضت عن سريري و أنا أتثاءب بكسل .
" أدي الصلاة ثم تابع نومك في غرفة الضيوف . سأبقى معها "
ألقيت نظرة على الصغيرة قبل نهوضي !
يا للهدوء العجيب الذي يحيط بها الآن!
بعد ساعات ، و عندما عدت إلى غرفتي ، وجدت دانه تجلس على سريري بمفردها . ما أن
رأتني حتى بادرت بقول :
" أنا أيضا سأنام هنا الليلة ! "
أصبح سريري الخاص حضانة أطفال !
فدانه ، و البالغة من العمر 5 سنوات ، أقامت الدنيا و أقعدتها من أجل المبيت على سريري
الجذاب هذه الليلة ، مثل رغد !
ليس هذا الأمر فقط ، بل ابتدأت سلسلة لا نهائية من ( مثل رغد ) ...
ففي كل شيء ، تود أن تحظى بما حظيت به رغد . و كلما حملت أمي رغد على كتفيها لسبب
أو لآخر ، مدت دانه ذراعيها لأمها مطالبة بحملها (مثل رغد ) .
أظن أن هذا المصطلح يسمى ( الغيرة ) !
يا لهؤلاء الأطفال !
كم هي عقولهم صغيرة و تافهة !
كانت المرة الأولي و لكنها لم تكن الأخيرة ... فبعد أيام ، تكرر نفس الموقف ، و سمعت رغد
تبكي فأحضرتها إلى غرفتي و أخذت ألاعبها .
هذه المرة استجابت لملاعبتي و هدأت ، بل و ضحكت !
و كم كانت ضحكتها جميلة ! أسمعها للمرة الأولى !
فرحت بهذا الإنجاز العظيم ! فأنا جعلت رغد الباكية تضحك أخيرا !
و الآن سأجعلها تتعلم مناداتي باسمي !
" أيتها الصغيرة الجميلة ! هل تعرفين ما اسمي ؟ "
نظرت إلي باندهاش و كأنها لم تفهم لغتي .
إنها تستطيع النطق بكلمات مبعثرة ، و لكن ( وليد ) ليس من ضمنها !
" أنا وليد ! "
لازالت تنظر إلى باستغراب !
" اسمي وليد ! هيا قولي : وليد ! "
لم يبد الأمر سهلا ! كيف يتعلم الأطفال الأسماء ؟
أشرت إلى عدة أشياء ، كالعين و الفم و الأنف و غيرها ، كلها أسماء تنطق بها و تعرفها .
حتى حين أسألها :
" أين رغد ؟ "
فإنها تشير إلى نفسها .
" و الآن يا صغيرتي ، أين وليد ؟ "
أخذت أشير إلى نفسي و أكرر :
" وليد ! وليـــد ! أنا وليد !
أنت ِ رغد ، و أنا وليد !
من أنت ؟ "
" رغد "
" عظيم ! أنت رغد ! أنا وليد ! هيا قولي وليد ! قولي أنت وليد ! "
كانت تراقب حركات شفتيّ و لساني ، إنها طفلة نبيهة على ما أظن .
و كنت مصرا جدا على جعلها تنطق باسمي | |
|
| |
وردة الإرجوان
عدد الرسائل : 1024 الموقع : في قلب من يحبني .. تاريخ التسجيل : 19/02/2008
| موضوع: رد: روايه (( انت لي )) ..اكثثر من رووعه الخميس مايو 08, 2008 7:24 pm | |
| الحلقه الثانيه
******
" قولي : أنــت ولـيـــد ! ولــيـــــــد ... قولي : وليد ... أنت ولـــــيـــــــــــــــــد ! " " أنت لــي " !! كانت هذه هي الكلمة التي نطقت بها رغد ! ( أنت لي ! ) للحظة ، بقيت اتأملها باستغراب و دهشة و عجب ! فقد بترت اسمي الجميل من الطرفين و حوّلته إلى ( لي ) بدلا من ( وليد ) ! ابتسمت ، و قلت مصححا : " أنت وليــــــــد ! " " أنت لـــــــــــي " كررت جملتها ببساطة و براءة ! لم أتمالك نفسي ، وانفجرت ضحكا .... و لأنني ضحكت بشكل غريب فإن رغد أخذت تضحك هي الأخرى ! و كلما سمعت ضحكاتها الجميلة ازدادت ضحكاتي ! سألتها مرة أخرى : " من أنا ؟ " " أنت لــــــــي " ! يا لهذه الصغيرة المضحكة ! حملتها و أخذت أؤرجحها في الهواء بسرور ... منذ ذلك اليوم ، بدأت الصغيرة تألفني ، و أصبحت أكبر المسؤولين عن تهدئتها متى ما قررت زعزعة الجدران بصوتها الحاد .... ~~~~~~ انتهت العطلة الصيفية و عدنا للمدارس . كنت كلما عدت من المدرسة ، استقبلتني الصغيرة رغد استقبالا حارا ! كانت تركض نحوي و تمد ذراعيها نحوي ، طالبة أن أحملها و أؤرجحها في الهواء ! كان ذلك يفرحها كثيرا جدا ، و تنطلق ضحكاتها الرائعة لتدغدغ جداران المنزل ! و من الناحية الأخرى ، كانت دانة تطلق صرخات الاعتراض و الغضب ، ثم تهجم على رجلي بسيل من الضربات و اللكمات آمرة إياي بأن أحملها (مثل رغد ) . و شيئا فشيا أصبح الوضع لا يطاق ! و بعد أن كانت شديدة الفرح لقدوم الصغيرة إلينا أصبحت تلاحقها لتؤذيها بشكل أو بآخر ... في أحد الأيام كنت مشغولا بتأدية واجباتي المدرسية حين سمعت صوت بكاء رغد الشهير ! لم أعر الأمر اهتماما فقد أصبح عاديا و متوقعا كل لحظة . تابعت عملي و تجاهلت البكاء الذي كان يزداد و يقترب ! انقطع الصوت ، فتوقعت أن تكون أمي قد اهتمت بالأمر . لحظات ، وسمعت طرقات خفيفة على باب غرفتي . " أدخل ! " ألا أن أحدا لم يدخل . انتظرت قليلا ، ثم نهضت استطلع الأمر ... و كم كانت دهشتي حين رأيت رغد واقفة خلف الباب ! لقد كانت الدموع تنهمر من عينيها بغزارة ، و وجهها عابس و كئيب ، و بكاؤها مكبوت في صدرها ، تتنهد بألم ... و بعض الخدوش الدامية ترتسم عشوائيا على وجهها البريء ، و كدمة محمرة تنتصف جبينها الأبيض ! أحسست بقبضة مؤلمة في قلبي ....
" رغد ! ما الذي حدث ؟؟؟ " انفجرت الصغيرة ببكاء قوي ، كانت تحبسه في صدرها مددت يدي و رفعتها إلى حضني و جعلت أطبطب عليها و أحاول تهدئتها . هذه المرة كانت تبكي من الألم . " أهي دانة ؟ هل هي من هاجمك ؟ " لابد أنها دانة الشقية ! شعرت بالغضب ، و توجهت إلى حيث دانة ، و رغد فوق ذراعي . كانت دانة في غرفتها تجلس بين مجموعة من الألعاب . عندما رأتني وقفت ، و لم تأت إلي طالبة حملها ( مثل رغد ) كالعادة ، بل ظلت واقفة تنظر إلى الغضب المشتعل على وجهي . " دانة أأنت من ضرب رغد الصغيرة ؟ " لم تجب ، فعاودت السؤال بصوت أعلى : " ألست من ضرب رغد ؟ أيتها الشقية ؟ " " إنها تأخذ ألعابي ! لا أريدها أن تلمس ألعابي " اقتربت من دانة و أمسكت بيدها و ضربتها ضربة خفيفة على راحتها و أنا أقول : " إياك أن تكرري ذلك أيها الشقية و إلا ألقيت بألعابك من النافذة " لم تكن الضربة مؤلمة ألا أن دانة بدأت بالبكاء ! أما رغد فقد توقفت عنه ، بينما ظلت آخر دمعتين معلقتين على خديها المشوهين بالخدوش . نظرت إليها و مسحت دمعتيها . ما كان من الصغيرة إلا أن طبعت قبلة مليئة باللعاب على خدي امتنانا ! ابتسمت ، لقد كانت المرة الأولى التي تقبلني فيها هذه المخلوقة ! ألا أنها لم تكن الأخيرة .... ~~~~~~ توالت الأيام و نحن على نفس هذه الحال ... ألا أن رغد مع مرور الوقت أصبحت غاية في المرح ... أصبحت بهجة تملأ المنزل ... و تعلق الجميع بها و أحبوها كثيرا ... إنها طفلة يتمنى أي شخص أن تعيش في منزله ... و لان الغيرة كبرت بين رغد و دانة مع كبرهما ، فإنه كان لابد من فصل الفتاتين في غرفتين بعيدا عن بعضهما ، و كان علي نقل ذلك السرير و للمرة الثالثة إلى مكان آخر ... و هذا المكان كان غرفة وليد ! ظلت رغد تنام في غرفتي لحين إشعار آخر . في الواقع لم يزعجني الأمر ، فهي لم تعد تنهض مفزوعة و تصرخ في الليل إلا نادرا ... كنت أقرأ إحدى المجلات و أنا مضطجع على سريري ، و كانت الساعة العاشرة ليلا و كانت رغد تغط في نوم هادئ و يبدو أنها رأت حلما مزعجا لأنها نهضت فجأة و أخذت تبكي بفزع ... أسرعت إليها و انتشلتها من على السرير و أخذت أهدئ من روعها كان بكاؤها غريبا ... و حزينا ... " اهدئي يا صغيرتي ... هيا عودي للنوم ! " و بين أناتها و بكاؤها قالت : " ماما " نظرت إلى الصغيرة و شعرت بالحزن ... ربما تكون قد رأت والدتها في الحلم " أتريدين الـ ماما أيتها الصغيرة ؟ " " ماما " ضممتها إلى صدري بعطف ، فهذه اليتيمة فقدت أغلى من في الكون قبل أن تفهم معناهما ... جعلت أطبطب عليها ، و أهزها في حجري و اغني لها إلى أنا استسلمت للنوم . تأملت وجهها البريء الجميل ... و شعرت بالأسى من أجلها . تمنيت لحظتها لو كان باستطاعتي أن أتحول إلى أمها أو أبيها لأعوضها عما فقدت . صممت في قرارة نفسي أن أرعى هذه اليتيمة و أفعل كل ما يمكن من أجلها ... و قد فعلت الكثير ... و الأيام .... أثبتت ذلك ******************************* يا ترى ما ذا حدث ...؟؟؟ ترقبوا معنا الحلقه الثاالثه .. | |
|
| |
أسيرة الشوق
عدد الرسائل : 1283 الموقع : منتديات الشعائر.. تاريخ التسجيل : 05/03/2008
| موضوع: رد: روايه (( انت لي )) ..اكثثر من رووعه السبت مايو 10, 2008 12:38 pm | |
| يسلمووووووووووووو رووووووووعه | |
|
| |
وردة الإرجوان
عدد الرسائل : 1024 الموقع : في قلب من يحبني .. تاريخ التسجيل : 19/02/2008
| موضوع: رد: روايه (( انت لي )) ..اكثثر من رووعه الثلاثاء مايو 13, 2008 7:19 pm | |
| هذه هي الحلقه الثالثه
*************
~ أمنية رغد ~ أشياء ثلاثة تشغل تفكيري و تقلقني كثيرا في الوقت الراهن دراستي و امتحاناتي ، رغد الصغيرة ، و الأوضاع السياسية المتدهورة في بلدتنا و التي تنذر بحرب موشكة ! إنه يوم الأربعاء ، لم أذهب للمدرسة لأن والدتي كانت متوعكة قليلا في الصباح و آثرت البقاء إلى جانبها . إنها بحالة جيدة الآن فلا تقلقوا كنت أجلس على الكرسي الخشبي خلف مكتبي الصغير ، و مجموعة من كتبي و دفاتري مفتوحة و مبعثرة فوق المكتب . لقد قضيت ساعات طويلة و أنا أدرس هذا اليوم ، إلا أن الأمور الثلاثة لم تبرح رأسي الدراسة ، أمر بيدي و أستطيع السيطرة عليه ، فها أنا أدرس بجد أوضاع البلد السياسية هي أمر ليس بيدي و لا يمكنني أنا فعل أي شيء حياله ! أما رغد الصغيرة ... فهي بين يدي ... و لا أملك السيطرة على أموري معها ! و آه من رغد ! يبدو أن التفكير العميق في ( بعض الأشياء ) يجعلها تقفز من رأسك و تظهر أمام عينيك ! هذا ما حصل عندما طرق الباب ثم فتح بسرعة قبل أن أعطى الفرصة المفروضة للرد على الطارق و السماح له بالدخول من عدمه ! " وليـــد وليـــــــــد و ليـــــــــــــــــــــــــد ! " قفزت رغد فجأة كالطائر من مدخل الغرفة إلى أمام مكتبي مباشرة و هي تناديني و تتحدث بسرعة فيما تمد بيدها التي تحمل أحد كتبها الدراسية نحوي ! " وليد علّمتنا المعلمة كيف نصنع صندوق الأماني هيا ساعدني لأصنع واحدا كبيرا يكفي لكل أمنياتي بسرعة ! " إنني لم أستوعب شيئا فقد كانت هذه الفتاة في رأسي قبل ثوان و كانت تلعب مع سامر على ما أذكر ! نظرت إليها و ابتسمت و أنا في عجب من أمرها ! " رويدك صغيرتي ! مهلا مهلا ! متى عدت ِ من المدرسة ؟ " أجابتني على عجل و هي تمد يدها و تمسك بيدي تريد مني النهوض : " عدت الآن ، أنظر وليد الطريقة في هذه الصفحة هيا اصنع لي صندوقا كبيرا ! " تناولت الكتاب من يدها و ألقيت نظرة ! إنه درس يعلم الأطفال كيفية صنع مجسم أسطواني الشكل من الورق ! و صغيرتي هذه جاءتني مندفعة كالصاروخ تريد مني صنع واحد ! تأملتها و ابتسمت ! و بما إنني أعرفها جيدا فأنا متأكد من أنها سوف لن تهدأ حتى أنفذ أوامرها !
قلت : " حسنا سيدتي الصغيرة ! سأبحث بين أشيائي عن ورق قوي يصلح لهذا ! " بعد نصف ساعة ، كان أمامنا أسطوانة جميلة مزينة بالطوابع الملصقة ، ذات فتحة علوية تسمح للنقود المعدنية ، و النقود الورقية ، و الأماني الورقية كذلك بالدخول ! رغد طارت فرحا بهذا الإنجاز العظيم ! و أخذت العلبة الأسطوانية و جرت مسرعة نحو الباب ! " إلى أين ؟؟ " سألتها ، فأجابتني دون أن تتوقف أو تلتفت إلي : " سأريها سامر ! " و انصرفت ... اللحظات السعيدة التي قضيتها قبل قليل مع الطفلة و نحن نصنع العلبة ، و نلصق الطوابع ، و نضحك بمرح قد انتهت ... أي نوع من الجنون هذا الذي يجعلني أعتقد و أتصرف على أساس أن هذه الطفلة هي شيء يخصني ؟؟ كم أنا سخيف ! انتظرت عودتها ، لكنها لم تعد ... لابد أنها لهت مع سامر و نسيتني ! نسيت حتى أن تقول لي ( شكرا ) ! أو أن تغلق الباب ! غير مهم ! سأطرد هذا التفكير المزعج عن مخيلتي و أتفرغ لكتبي ... أو حتى ... لقضايا البلد السياسة فهذا أكثر جدوى ! بعد ساعة ، عادت رغد ... كان الصندوق لا يزال في يدها ، و في يدها الأخرى قلما . اقتربت مني و قالت : " وليد ... أكتب كلمة ( صندوق الأماني ) على الصندوق ! " تناولت الصندوق و القلم و كتبت الكلمة ، و أعدتهما إليها دون أي تعليق أو حتى ابتسامة هل انتهينا ؟ صرفت ُ نظري عنها إلى الكتاب الماثل أمامي فوق المكتب ، منتظرا أن تنصرف يجب أن تنتبه إلى أنها لم تشكرني ! " وليد ... " رفعت ُ بصري إليها ببطء ، كانت تبتسم ، و قد تورّد خداها قليلا ! لابد أنها أدركت أنها لم تشكرني ! قلت ُ بنبرة جافة إلى حد ما : " ماذا الآن ؟ "
" هل لا أعطيتني ورقة صغيرة ؟ " يبدو أن فكرة شكري لا تخطر ببالها أصلا ! تناولت مفكرتي الصغيرة الموضوعة على المكتب ، و انتزعت منها ورقة بيضاء ، و سلمتها إلى رغد أخذتها الصغيرة و قالت بسرعة : " شكرا ! " ثم ابتعدت ... ظننتها ستخرج إلا أنها توجهت نحو سريري ، جلست فوقه ، و على المنضدة المجاورة و ضعت ( الصندوق ) و الورقة ... و همّت بالكتابة ! أجبرت عيني ّ على العودة إلى الكتاب المهجور ... لكن تفكيري ظل مربوطا عند تلك المنضدة ! " وليد ... " مرة أخرى نادتني فأطلقت سراح نظري إليها ... " نعم ؟" سألتني : " كيف أكتب كلمة ( عندما ) " ؟ نظرت ُ من حولي باحثا عن ( اللوح ) الصغير الذي أعلم رغد كيفية كتابة الكلمات عليه ، فوجدته موضوعا على أحد أرفف المكتبة ، فهممت بالنهوض لإحضاره ألا أن رغد قفزت بسرعة و أحضرته إلي قبل أن أتحرك ! أخذته منها ، و كتبت بالقلم الخاص باللوح كلمة ( عندما ) . تأملتها رغد ثم عادت إلى المنضدة ... بعد ثوان ، رفعت رأسها إلي ... " وليد ! " " نعم صغيرتي ؟ " " كيف أكتب كلمة ( أكبُر ) ؟ " كتبت الكلمة بخط كبير على اللوح ، و رفعته لتنظر إليه . ثوان أخرى ثم عادت تسألني : " وليد ! " ابتسمت ! فطريقتها في نطق اسمي و مناداتي بين لحظة و أخرى تدفع إي كان للابتسام ! " ماذا أميرتي ؟ " " كيف أكتب كلمة ( سوف ) " ؟؟ كتبت الكلمة و أريتها إياها ، صغيرتي كانت مؤخرا فقط قد بدأت بتعلم كتابة الكلمات بحروف متشابكة ، و لا تعرف منها إلا القليل ... بقيت أراقبها و أتأملها بسرور و عطف !
كم هي بريئة و بسيطة و عفوية ! يا لها من طفلة ! رفعت رأسها فوجدتني أنظر إليها فسألت مباشرة : " كيف أكتب كلمة ( أتزوج ) ؟ " فجأة ، أفقت من نشوة التأمل البريء ... هناك كلمة غريبة دخيلة وصلت إلى أذني ّ في غير مكانها ! حدقت في رغد باهتمام ، و اندهاش ... هل قالت ( أتزوج ) ؟؟ أتزوج ! ألا تلاحظون أنها كلمة ( كبيرة ) بعض الشيء ! بل كبيرة جدا ! سألتها لأتأكد : " ماذا رغد ؟؟ " قالت و بمنتهى البساطة : " أتزوج ! كيف أكتبها ؟؟ " أنا مندهش و متفاجيء ... و هي تنظر إلي منتظرة أن أكتب الكلمة على لوحها الصغير ... أمسكت بالقلم بتردد و شرود ... و كتبت الكلمة ( الكبيرة ) ببطء ، ثم عرضتها عليها فأخذت تكتبها حرفا حرفا ... انتهت من الكتابة ، فوضعت اللوح على مكتبي ، في انتظار الكلمة التالية ... __________________ انتظرت ... و أنتظرت ... لكنها لم تتكلم لم تسألني عن أي شيء رأيتها تطوي الورقة الصغيرة ، ثم تدخلها عبر الفتحة داخل صندوق الأماني ! ( عندما أكبر سوف أتزوج ((.... )) ؟؟؟ ) الاسم الذي تلا كلمة أتزوج هو اسم تعرف رغد كيف تكتبه ! كأي اسم من أسماء أفراد عائلتنا أو صديقاتها ... كـ وليد ، أو سامر ، أو أي رجل ! رغد الصغيرة ! ما الذي تفعلينه !؟؟ الآن ، هي قادمة نحوي ...
و الصندوق في يدها ... " وليد اكتب أمنيتك ! " " ماذا صغيرتي ؟؟ " " أكتب أمنيتك و ضعها بالداخل ، و حينما نكبر نفتح الصندوق و نقرأ أمنياتنا و نرى ما تحقق منها ! هكذا هي اللعبة ! " إنني قد افعل أشياء كثيرة قد تبدو سخيفة ، أما عن وضعي لأمنيتي في صندوق ورقي خاص بطفلتي هذه ، فهو أمر سأترك لكم أنتم الحكم عليه ! نزعت ورقة من مفكرتي ، و كتبت إحدى أمنياتي ! فيما أنا اكتب ، كانت رغد تغمض عينيها لتؤكد لي أنها لا ترى أمنيتي ! أي أمنية تتوقعون أنني أدخلتها في صندوق الأماني الخاص بصغيرتي العزيزة ...؟؟ لن أخبركم ! بعد فراغي من الأمر ، طلبت مني رغد أن أحفظ الصندوق في أحد أرفف مكتبتي ، لأنها تخشى أن تضيعه أو تكتشف دانة وجوده فيما لو ضل في غرفتها ! " وليد لا تفتح الصندوق أبدا ! " " أعدك بذلك ! " ابتسمت رغد ، ثم انطلقت نحو الباب مغادرة الغرفة و هي تقول : " سأخبر سامر بأنني انتهيت ! " بعد مغادرتها ، تملكتني رغبة شديدة في معرفة ما الذي كتبته في ورقتها كدت انقض وعدي و أفتح الصندوق من شدة الفضول ... لكني نهرت نفسي بعنف ... لن أخيب ثقة الصغيرة بي أبدا ( عندما أكبر سوف أتزوج .......... ؟؟؟ ) من يا رغد ؟؟ من ؟ من ؟؟ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ ~ في عصر اليوم ذاته ، قرر والدي أخذنا لنزهة قصيرة إلى أحد ملاهي الأطفال ، حسب طلب و إلحاح دانة ! أنا لم أشأ الذهاب ، فأنا لم أعد طفلا و لا تثير الملاهي أي اهتمام لدي ، إلا أن والدتي أقنعتني بالذهاب من باب الترويح عن النفس لاستئناف الدراسة ! قضينا وقتا جيدا ... وقفت رغد أمام إحدى الألعاب المخيفة و أصرت على تجربتها ! طبعا لم يوافق أحد على تركها تركب هذا القطار السريع المرعب ، و كما أخبرتكم فإنها حين ترغب في شيء فإنها لن تهدأ حتى تحصل عليه !
و حين تبكي ، فإنها تتحول من رغد إلى رعد ! والدي زجرها من باب التأديب ، إذ أن عليها أن تطيع أمره حين يأمرها بشيء توقفت رغد عن البكاء ، و سارت معنا على مضض ... كانت تمشي و رأسها للأسفل و دموعها تسقط إلى الأرض ! أنا وليد لا أتحمّل رؤيتها هكذا مطلقا ... لا شيء يزلزلني كرؤيتها حزينة وسط الدموع ! " حسنا يا رغد ! فقط للمرة الأولى و الأخيرة سأركب معك هذا القطار ، لتري كم هو مخيف و مرعب ! " أعترض والداي ، ألا أنني قلت : " سأمسك بها جيدا فلا تقلقا " اعتراضهما كان في الواقع على سماحي لرغد بنيل كل ما تريد أنا أدرك أنني أدللها كثيرا جدا لكن ... ألا تستحق طفلة يتيمة الأبوين شيئا يعوضها و لو عن جزء من المائة مما فقدت ؟ تجاهلت اعتراض والدي ّ ، و انطلقت بها نحو القطار ركبنا سوية ذلك القطار و لم تكن خائفة بل غاية في السعادة ! و عندما توقف و هممت بالنزول ، احزروا من صادفت !؟؟ عمّار اللئيم ! " من وليد ! مدهش جدا ! تتغيب عن المدرسة لتلهو مع الأطفال ! عظيم ! " تجاهلته ، و انصرفت و الصغيرة مبتعدين ، ألا أنه عاد يلاحقني بكلام مستفز خبيث لم أستطع تجاهله ، و بدأنا عراكا جديدا ! تدخل مجموعة من الناس و من بينهم والدي لفض نزاعنا بعد دقائق ... عمار و بسبب لكمتي القوية إلى وجه سالت الدماء من أنفه كان يردد : " ستندم على هذا يا وليد ! ستدفع الثمن " أما رغد ، و التي كانت تراني و لأول مرة في حياتها أتعارك مع أحدهم ، و أؤذيه ، فقد بدت مرعوبة و التصقت بوالدتي بذعر ! عندما عدنا للبيت وبخني أبي بشدة على تصرفي في الملاهي و عراكي ... و قال : ( كنت أظنك أصبحت رجلا ! ) و هي كلمة آلمتني أكثر بكثير من لكمات عمّار استأت كثيرا جدا ، و عندما دخلت غرفتي بعثرت الكتب و الدفاتر التي كانت فوق مكتبي بغضب لا أدري لماذا أنا عصبي و متوتر هذا اليوم
بل و منذ فترة ليست بالقصيرة أهذا بسبب الامتحانات المقبلة ؟؟ بعد قليل ، طرق الباب ، ثم فتح بهدوء ... كانت رغد " وليد ... " ما أن نطقت باسمي حتى قاطعتها بحدة : " عودي إلى غرفتك يا رغد فورا " نظرت إلي و هي لا تزال واقفة عند الباب ، فرمقتها بنظرة غضب حادة و صرخت : " قلت اذهبي ... ألا تسمعين ؟؟ ! " أغلقت الصغيرة الباب بسرعة من الذعر ! لقد كانت المرة الأولى التي أقسو فيها على رغد ... و كم ندمت بعدها ألقيت نظرة على ( صندوق الأماني ) ثم أمسكت به و هممت بتمزيقه ! ثم أبعدته في آخر لحظة ! كنت أريد أن أفرغ غضبي في أي شيء أصادفه إنني أعرف أنني يوم السبت المقبل سأقابل بتعليقات ساخرة من قبل عمّار و مجموعته و كل هذا بسبب أنت أيتها الرغد المتدللة ... لأجلك أنت أنا أفعل الكثير من الأشياء السخيفة التي لا معنى لها ! و الأشياء المهولة ... التي تعني أكثر من شيء ... و كل شيء ... و التي يترتب عليها مصائر و مستقبل ... كما سترون ... ترقبواا معنا الحلقه الرابعه .. | |
|
| |
نوره
عدد الرسائل : 253 الموقع : بيتنا تاريخ التسجيل : 23/04/2008
| موضوع: رد: روايه (( انت لي )) ..اكثثر من رووعه الإثنين مايو 19, 2008 12:55 pm | |
| مشكوره ورده الارجوان الروايه وايد حلوه وين الجزء الرابع | |
|
| |
وردة الإرجوان
عدد الرسائل : 1024 الموقع : في قلب من يحبني .. تاريخ التسجيل : 19/02/2008
| موضوع: رد: روايه (( انت لي )) ..اكثثر من رووعه الإثنين مايو 19, 2008 8:37 pm | |
| الحلقـــة الرابعة
******************
لم استطع النوم تلك الليلة جعلت أتقلب على فراشي و الأمور الثلاثة : الدراسة ، الحرب ، و رغد تآمرت علي و سببت لي أرقا و صداعا شديدا أوه يا إلهي ... أنا متعب ... متعب ! فلتذهب الدراسة للجحيم ! ولتذهب الحرب كذلك للجحيم ! و رغد ... رغد ... فلأذهب أنا إلى رغد ! قفزت من سريري في رغبة ملحة جدا لرؤية الصغيرة ... لابد أنها غارقة في النوم الآن ... كم كنت قاسيا معها ! كم أنا نادم ! سرت ببطء حتى دخلت غرفة رغد ، و تعجبت إذ رأيت الظلام مخيما عليها ! صغيرتي تخاف النوم في الظلام الشديد و تصر على إضاءة النور الخافت اقتربت من السرير و أنا أدقق النظر بحثا عن وجه الصغيرة ، ألا أنني لم أره أشعلت المصباح الخافت المجاور لسريرها ، و أصبت بالفزع حين رأيت السرير خاليا ... نهضت مذعورا ... و تلفت من حولي ... ثم أنرت المصباح القوي و دققت النظر في كل شيء ... لم تكن رغد في الغرفة ... خرجت من الغرفة كالمجنون و ذهبت رأسا إلى غرفة دانة ، ثم سامر ، ثم جميع غرف المنزل و أنحائه و لم أبق منه مترا واحدا دون تفتيش ... عدا غرفة والديّ سرت و أنا أترنح و متشبث بأملي الأخير بأن تكون رغد هناك ... توقفت عند الباب ، و رفعت يدي استعدادا لطرقه فخانتني قواي ماذا إن لم تكن رغد هنا ؟ أين يمكن أن تكون ؟ القلق بل الفزع و الخوف على رغد تملكاني و ألقيا جانبا أي تفكير سليم من رأسي طرقت الباب طرقات متوالية تشعر أيا كان بالذعر ! ثوان ، و إذا بأمي تقف أمامي في فزع : " وليد ؟ خير يا بني ؟ " التقطت عدة أنفاس متلاحقة ثم قلت : " هل رغد هنا ؟ " كنت أحدق بعين والدتي و كأنني أريد أن أخترقها إلى دماغها لأعرف الجواب قبل أن تنطق به ...
قولي نعم أمي ... أرجوك ! " نعم ! نامت هنا " كأن جبلا جليديا قد وقع فوق رأسي لدى سماعي إجابتها ارتخت عضلاتي كلها فجأة ، فترنحت و أنا أعود خطا للوراء حتى جلست على أحد المقاعد والدتي أقبلت نحوي ، و ألقت نظرة سريعة على ساعة الحائط ، ثم عادت تنظر إلي بقلق ... " وليد ؟ ما بك عزيزي ؟ " أغمضت عيني لثوان ، و أنا عاجز عن تحريك أي عضلة من جسمي ... ثم نظرت إليها و قلت بصعوبة : " قلقت حين لم أجدها في غرفتها ... بل كدت أموت قلقا ... " اقتربت مني والدتي ، و مسحت على رأسي و قالت : " هوّ ن عليك يا بني ... جاءتني تبكي البارحة و تقول أنك غاضب منها و أخرجتها من غرفتك ! كانت حزينة جدا ! " ربما تريد أمي معاتبتي لتصرفي مع رغد أرجوك أمي يكفي فأنا قد نلت من تأنيب الضمير ما يكفي و يزيد ... ألا ترين أنني لم أنم حتى هذه الساعة بسبب ذلك ...؟؟ " آسف لإزعاجك أماه ، تصبحين على خير " رغد ! ما الذي تفعلينه بي !؟ نهضت متأخرا في الصباح التالي ، و حينما ذهبت إلى المطبخ وجدت أمي مشغولة في إعداد الطعام فيما تلعب رغد ببعض الدمى إلى جوارها عندما رأتني رغد ، ابتسمت لها ، ألا أنها قامت و التصقت بأمي ، كأنها تطلب الحماية ! تضايقت كثيرا من هذا ... هل أصبحت طفلتي الحبيبة تخاف مني ؟؟ " رغد ! تعالي إلي ... " لم تتحرك بل تشبثت بوالدتي أكثر ، الأمر الذي أشعرني بضيق شديد جدا فغادرت المطبخ فورا ستنسى بعد قليل ... إنها مجرد طفلة و الأطفال ينسون بسرعة ! بل من الأفضل ألا تنسى حتى تبقى بعيدة عني و أتخلص من أحد همومي ! في المساء ، حضرت أم حسام بطفليها حسام و نهلة لزيارتنا أم حسام هي خالة رغد الوحيدة و التي كانت ترعاها في السابق ، بعد وفاة والديها حسام هو ابنها الأكبر و البالغ من العمر سبع سنوات على ما أظن ، أما نهلة فتصغر رغد ببضعة أشهر و يبدو أن ( أخا جديدا ) على وشك الانضمام لهذه العائلة ! رغد تحب خالتها هذه كثيرا ، و الخالة تتردد علينا من حين لآخر للاطمئنان على رغد تحوّل بيتنا إلى ملعب أطفال ... لعب ، ضحك، بكاء ، شجار ، عراك ، هتاف ، صراخ !
كانوا جميعا سعداء ، أما أنا فقد لزمت غرفتي عكفت على الدراسة . اختفت الأصوات تماما فيما بعد ، فاستنتجت أن الضيوف قد رحلوا . في وقت العشاء ، كنت أول الجالسين حول المائدة فقد كنت جائعا ، و لم أكن قد تناولت أي وجبة رئيسية لهذا اليوم . الكرسي المجاور لي هو الكرسي الذي تجلس عليه صغيرتي رغد عادة و كنت أساعدها في تناول الطعام دائما اجتمع أفراد أسرتي حول المائدة ، ألا أن الكرسي المجاور ظل شاغرا ! " أين رغد ؟؟ " وجهت سؤالي إلى والدتي ، فأجابت : " أصرت على الذهاب مع خالتها و بما أن الغد هو يوم جمة تركتها تذهب لتبات عندهم ! " اندهشت ، فهي المرة الأولى التي يحدث فيها شيء كهذا ... لطالما كانت الخالة تزورنا فلماذا تصر على الذهاب معها اليوم و اليوم فقط ؟؟ لقد فقد شهيتي للطعام ، و لم أتناول منه إلا اليسير ... مساء الجمعة ذهبت مع أبي لإحضار رغد من بيت خالتها دخلت أنا للمنزل فيما ظل والدي ينتظر في السيارة لقد كان الأطفال ، رغد و نهلة و حسام ، يلعبون ببعض الألعاب في إحدى الغرف عندما رأوني توقفوا عن اللعب ، و اخذوا يحدقون بي ! هل أبدو مرعبا ؟؟ ربما لأنني طويل و ضخم البنية نوعا ما ! ابتسمت لهذه المخلوقات الصغيرة ثم قلت : " مرحبا أعزائي ! ألم تكتفوا من اللعب ! " لم يبتسم أي منهم أو يحرك ساكنا ! وجهت نظري إلى صغيرتي رغد ، و قلت أخاطبها : " صغيرتي الحلوة ! حان وقت العودة إلى البيت " " لا أريد " كانت أول جملة تنطق بها رغد ! إنها لا تريد العودة للبيت ! " ماذا رغد ؟ يجب أن نعود الآن فغدا ستذهبين إلى المدرسة ! " " سأبقى هنا " " رغد ! سوف نأتي بك إلى هنا لتلعبي كل يوم إن أردت ! هيا فوالدنا ينتظر في السيارة " لم يبد أنها عازمة على النهوض . و الآن ؟؟ ماذا افعل مع هذه الصغيرة ؟؟ كيف يجب ان يكون التصرف السليم ؟؟
تدخلت أم حسام قائلة : " بنيتي رغد ، غدا سيحضرك وليد إلى هنا من جديد . و كل يوم إذا أردت اللعب مع نهلة فتعالي و أحضري ألعابك أيضا " " لا أريد " ثم بدأت بالبكاء ... ربما تظن خالتها أننا نسيء إليها بشكل ما ! ماذا جرى لهذه الصغيرة ؟ لماذا أصبحت لا تريد الاقتراب مني ؟ أكل هذا لأنني أخرجتها من غرفتي بقسوة تلك الليلة ؟ أم حسام أخذت تمسح على رأس الصغيرة و تهدئها و تكرر " غدا سيحضرك وليد إلى هنا عزيزتي " قلت ، محاولا إغراءها بالحضور بأي طريقة : " سنمر بمحل البوضا و نشتري لك النوع الذي تحبين ! " يبدو أن الفكرة أعجبتها ، فتوقفت عن البكاء و آخذت تنظر إلي ... قالت خالتها مشجعة : " هيا بنيتي ، و عندما تأتين غدا سنشتري لك و لنهلة و حسام المزيد من البوضا و الألعاب " و أخذت تقربها نحوي حتى صارت أمامي مباشرة رفعت رغد رأسها الصغير و نظرت إلي إنها نظرة لا أستطيع نسيانها ما حييت ... كأنها تعاتبني على قسوتي معها ... و تقول ... خذلتني ! مددت يدي و رفعت الصغيرة عن الأرض و ضممتها إلى صدري و قبلت جبينها كيف لي أن أعتذر ؟ إنها اليتيمة التي و لو بذلت الدنيا كلها لأجلها ، ما عوضتها عن لحظة واحدة تقضيها في حضن أمها أو أبيها ... قلت : " ماذا تودين بعد ؟ لعبة جديدة أم دفتر تلوين جديد ؟ " قالت : " أريد لعبة و أريد دفترا " قلت : " يا لك من سيدة طماعة ! حاضر ! كما تأمرين سيدتي ! " فابتسمت لي أخيرا ... شعرت بشيء ما يحرك بنطالي ... نظرت إلى الأسفل فإذا بها نهلة تمسك ببنطالي و تهزه ، ثم تقول :
" احملني ! " نظرت إليها بدهشة و استغراب ! " رغد تقول أنك قوي جدا و كنت تحملها مع دانة سوية " ربّاه !! في تلك الليلة ، جعلت رغد تنام على سريري للمرة الأخيرة ... و لونت معها كثيرا و قرأت لها أكثر من قصة ، و طبعا اشتريت لها أكثر من لعبة و أكثر من دفتر تلوين إضافة إلى البوضا ! ربما كانت هذه طريقتي في الاعتذار ! إن كنت أدلل صغيرتي كثيرا فهذا لأنني أحبها كثيرا ... و هي نائمة على سريري بسلام ، أخذت أتأملها بعطف و محبة ... كم هي رائعة ! و كم أنا متعلق بها ! كم يبدو هذا جنونا ! ذهبت إلى حيث وضعت صندوق الأماني ذهبت إلى حيث وضعت صندوق الأماني ، فأخذته و جعلت أنظر إليه بحدة كم تمنيت لو أن بصري يخترق الصندوق إلى ما بداخله ! ليتني أعرف ... الاسم الذي تلا هذه الجملة ( عندما أكبر سوف أتزوج .... ؟ ) عندما تكبرين يا رغد ... فقط عندما تكبرين .... فإنني ... في أحد الأيام ، قررنا تناول بعض المشويات في المنزل في حديقة المنزل أعد والدي ما يلزم و أشعل الفحم كان يوما جميلا ، و كنا مسرورين لهذه ( النزهة المنزلية ) التي قلما تحدث الأطفال ، سامرـ إن كنت أعتبره طفلا ـ و دانة و رغد كانوا يتجولون هنا و هناك سامر مهووس بدراجته الهوائية و التي لا يتوقف عن قيادتها و العناية بها في جميع أوقات فراغه ، و رغد تهوى كثيرا الركوب معه ، و قد تعلمت كيف تقودها بنفسها كانت تقود الدراجة فيما يجلس سامر على المقعد الحفي ، و كانت تترنح ذات اليمين و ذات الشمال و تسقط بالدراجة من حين لآخر ألا أنها كانت سقطات خفيفة غير مؤذية ، يستمتعان بها و يضحكان مرحين ! دانة كانت تساعد أمي في إعداد اللحم ، فيما والدي يهف الجمر فيزيده اشتعالا كنت أنا أراقب الجميع في صمت و برود ظاهري ، بينما أشعر بشيء يتحرك و يشتعل في صدري مثل ذلك
الجمر ... لا أعرف ما يكون ...؟؟ ذهب والدي لإحضار شيء ما ... و ابتعاده عن الجمر أعطاني مجالا أوسع لأراقب اشتعاله و تأججه ... و جحيمه ! إن عيني ّ كانتا تتنقلان بين رغد و سامر على الدراجة ، و بين الجمر المتقد ... ثم شردت ... فجأة ... ترنحت الدراجة و هي تسير بسرعة ، تقودها رغد الصغيرة ، و قبل أن يتمكن سامر من إيقافها ارتطمت بشيء فسقطت ... كان يمكن لهذه السقطة أن تكون عادية كسابقاتها ن لو أن الشيء الذي ارتطمت الدراجة به لم يكن صينية الجمر المتقد .... تعالت الأصوات و انطلق الصراخ القوي يزلزل الأجواء ... ركضنا جميعا نحو الاثنين بفزع ... والدتي تولول ، و دانة تصرخ ... و رغد تصرخ ... و وليد يتخبط مستنجدا ... صارخا ... من فرط الألم ... جمرة واحة أصابت رغد بحرق في ذراعها الأيسر ... أما سامر ... فقد انتهى بوجه مشوه مخيف ، و جفن منكمش يجعل العين اليمنى نصف مغلقة ... مدى الحياة ... لقد كان حادثا سيئا جدا ... و انتهى يومنا الجميل بندبة لا تمحى ... و رغم العمليات التي خضع لها ، ألا أن وجه سامر ظل يحمل أثر الحادثة المشؤومة إلى الأبد رغد و التي خرجت من الحادث بأثر حرق واحد في الذراع ، خرجت منه بآثار عميقة لا تمحى في الذاكرة و القلب أما دانة ، فقد غرست في نفس رغد الاعتقاد الأكيد بأنها السبب فيما حدث لسامر لأنها من كان يقود الدراجة وقتها رغد أصبحت مرعوبة فزعة متوترة معظم الأوقات ... و أصبحت تخشى النوم بمفردها و تصر على أن أبقى إلى جانبها حتى تدخل عالم النوم ، و كثيرا ما كانت تستيقظ فزعة من النوم في أوائل الأيام ... و تركض إلي ... و المرة التي كنت أعتقد أنها الأخيرة ، تلتها مرات أخرى ، نامت فيها الصغيرة في غرفتي ... طالبة الأمان و الطمأنينة ... " وليد أنا خائفة ... النار مؤلمة ... " " وليد لن أركب الدراجة ثانية ً ... " " وليد لا أريد أن أبقى وحدي ... الجمر يلاحقني ... " " وليد ... عندما أكبر سأصبح طبيبة و أعالج سامر " ! و في إحدى تلك المرات ، كتبت إحدى أمانيها و أدخلتها في ذلك الصندوق ! و هذه المرة لم تسألني عن أية كلمة ...
لكنني أكاد أجزم بأنها كتبت : ( يا رب اشف سامر ) ! توالت الأيام و الشهور ... و تأقلم الجميع مع ما حدث ، و سامر اعتاد رؤية وجهه المشوه في المرآة و تقبله و استسلم الجميع إلى أنها حادثة قضاء و قدر ... أما أنا ... فأشك في أن شيطانا قد خرج من صدري و قاد الدراجة نحو الجمر المتقد ... و احرق سامر و رغد بنار كانت في صدري ... و لم تزد النار صدري إلا اشتعالا و لم تزد الحادثة الاثنين إلا اقترابا ... و لم تزدني الأيام إلا تعلقا و تشبثا و جنونا برغد
--------------------
ترقبوا الحلقه الخــــامسه | |
|
| |
*#*قـــمر كلـــهم هم*#*
عدد الرسائل : 141 العمر : 29 تاريخ التسجيل : 25/02/2008
| موضوع: رد: روايه (( انت لي )) ..اكثثر من رووعه الثلاثاء مايو 20, 2008 1:50 pm | |
| يااااااي مره حلوه يسلمو ننتظر البارت الجديد وبليز بسرعه نزليها تقبلي مروري.. | |
|
| |
نوره
عدد الرسائل : 253 الموقع : بيتنا تاريخ التسجيل : 23/04/2008
| |
| |
Fatima AL-matroOk
عدد الرسائل : 1143 الموقع : لَاْ يهُمْ أيْنَ أكُـون فكلُنا رَاَحِلُـوُن تاريخ التسجيل : 16/02/2008
| موضوع: رد: روايه (( انت لي )) ..اكثثر من رووعه الخميس مايو 29, 2008 11:13 pm | |
| يعطيكِ مليوووون عافيه ..وردة الإرجوان على هذا المجهود الرائع .. موفقه قلبوو .. | |
|
| |
وردة الإرجوان
عدد الرسائل : 1024 الموقع : في قلب من يحبني .. تاريخ التسجيل : 19/02/2008
| موضوع: رد: روايه (( انت لي )) ..اكثثر من رووعه الجمعة مايو 30, 2008 5:18 pm | |
| الله يعااافيكـ فطووومـ ,,
ولو هذا اسهل شىء اقدمهـ ..لكمـ
البارت الخامس انشاااء الله بنزلهـ | |
|
| |
dana
عدد الرسائل : 313 العمر : 29 الموقع : أح ـلقُ هنـآكَ..حيث توجد ~ ذڪريـآتــي ~ تاريخ التسجيل : 18/02/2008
| موضوع: رد: روايه (( انت لي )) ..اكثثر من رووعه الثلاثاء يونيو 24, 2008 11:03 pm | |
| الروايه حقًا أكثر من رائعة أنتهيتها كـآملة ، مع كثرتها ولكن كل حق تشوق لثانيه
موفقه غالتي تحيت | |
|
| |
مريومي
عدد الرسائل : 4 العمر : 31 تاريخ التسجيل : 08/07/2008
| موضوع: رد: روايه (( انت لي )) ..اكثثر من رووعه الأربعاء يوليو 09, 2008 3:09 pm | |
| يسلموا على المشاركه والقصة الرائعه | |
|
| |
نوره
عدد الرسائل : 253 الموقع : بيتنا تاريخ التسجيل : 23/04/2008
| موضوع: رد: روايه (( انت لي )) ..اكثثر من رووعه الأربعاء يوليو 23, 2008 7:54 pm | |
| وييييييييييييييييييين الجزء الخااااااااااااااامس | |
|
| |
| روايه (( انت لي )) ..اكثثر من رووعه | |
|